يزور رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي واشنطن خلال الشهر الجاري للقاء نظيره الأميركي دونالد ترامب، وفق تقرير لصحيفة الجيروزاليم بوست. ويأتي هذا التحرك في لحظة سياسية حساسة، مع استمرار تداعيات الحرب في غزة، واحتمال عقد لقاء ثلاثي يضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش الاجتماع الذي يستضيفه ترامب.
ذكرت الصحيفة أن اللقاء المرتقب يناقش بالأساس طبيعة العلاقات المصرية الإسرائيلية بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إضافة إلى دور واشنطن في إدارة التوازنات الإقليمية، وسط مساعٍ أميركية لإعادة تنشيط قنوات التنسيق السياسي بين القاهرة وتل أبيب.
لقاء مرتقب في واشنطن
يسافر السيسي إلى العاصمة الأميركية في توقيت لم تعلنه الجهات الرسمية بعد، لكن مصادر إعلامية ترجّح تزامن الزيارة مع نهاية الشهر الجاري، وهو نفس التوقيت المتوقع لزيارة نتنياهو إلى واشنطن. وتشير التقارير إلى أن ترامب يستضيف اللقاء، ما يفتح الباب أمام اجتماع ثلاثي يناقش ملفات إقليمية شائكة، في مقدمتها مستقبل العلاقات بين مصر وإسرائيل بعد حرب غزة، وحدود الدور المصري في ترتيبات ما بعد الحرب.
ويطرح اللقاء، وفق ما ورد في التقارير، قضايا أمنية وسياسية تتصل بالوضع في غزة، ومسارات التهدئة، إضافة إلى تقييم أوسع لدور مصر كوسيط إقليمي في ظل المتغيرات الحالية. ويأتي ذلك بينما تسعى الإدارة الأميركية إلى تثبيت قنوات التواصل بين الأطراف المعنية، في محاولة لاحتواء تداعيات الحرب ومنع توسعها إقليميًا.
مساعٍ أميركية لجمع السيسي ونتنياهو
تكشف تقارير سابقة أن البيت الأبيض يعمل منذ أسابيع على تنظيم لقاء مباشر بين السيسي ونتنياهو. وتوضح هذه المساعي رغبة واشنطن في إعادة ضبط العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، خاصة بعد فترة من الفتور السياسي الذي أعقب اندلاع الحرب في غزة. ولم يعقد الزعيمان لقاءً رسميًا منذ ما قبل الحرب، وإن اقتصر التواصل بينهما على مكالمة هاتفية قصيرة سبقت قمة السلام التي استضافتها مدينة شرم الشيخ في أكتوبر الماضي.
ويحمل هذا اللقاء المحتمل دلالات سياسية مهمة، إذ يعكس إدراكًا أميركيًا لدور مصر المحوري في أي ترتيبات أمنية أو سياسية تتعلق بقطاع غزة. كما يعكس رغبة إسرائيلية في إعادة فتح قنوات الحوار مع القاهرة، في ظل تعقيدات ميدانية وسياسية فرضتها الحرب، وتزايد الضغوط الدولية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة.
خلفية إلغاء زيارة سابقة
كان السيسي يخطط لزيارة واشنطن في فبراير الماضي، لكن ألغيت الزيارة في ذلك الوقت على خلفية اعتراض القاهرة على مقترحات أميركية تتعلق بإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة في مصر والأردن. وأشارت تقارير إعلامية عربية إلى أن هذا الخلاف شكّل نقطة توتر واضحة في العلاقات المصرية الأميركية، قبل أن تعود الاتصالات الدبلوماسية تدريجيًا خلال الأشهر التالية.
وتشير الزيارة المرتقبة إلى تحوّل نسبي في المناخ السياسي، مع سعي الأطراف الثلاثة إلى إدارة الخلافات عبر الحوار المباشر. كما تعكس رغبة القاهرة في التأكيد على ثوابتها تجاه القضية الفلسطينية، مع الحفاظ في الوقت ذاته على قنوات التواصل المفتوحة مع واشنطن، بوصفها فاعلًا رئيسيًا في الملفين الفلسطيني والإسرائيلي.
في المحصلة، تندرج زيارة السيسي إلى واشنطن ضمن سياق إقليمي مضطرب، تتقاطع فيه حسابات الحرب والسلام، وتبرز فيه مصر لاعبًا محوريًا لا غنى عنه في أي ترتيبات سياسية قادمة تخص غزة والعلاقات العربية–الإسرائيلية.
https://www.jpost.com/middle-east/article-880187

